جانب من حوار صحيفة "دى تسايت" الألمانية
أكد الكاتب المصرى علاء الأسوانى، أن حادث مقتل مروة الشربينى (شهيدة
الحجاب)، أثار أزمة.. مشيراً إلى وجود جانبين فى تلك المأساة، أولها تطرف
الغرب، وثانيها تساؤل حول كيفية وقوع الحادث داخل قاعة محكمة وفى حضور
رجال الشرطة الألمانية.. كذلك كيف أصاب رجال الشرطة زوج القتيلة "عن طريق
الخطأ"، كما أعلن.
وقال الأسوانى فى حوار لصحيفة "دى تسايت" الألمانية الأسبوعية، إن
المصريين شعب متحضر يستطيع أن يفرق بين الألمان العاديين والمجرمين،
وتساءل: ماذا لو قام بالفعل نفسه رجل مسلم ذو لحية طويلة، ألا تتجه له كل
الاتهامات على الفور بأنه إرهابى مسلم، مشيراً إلى أن ألمانيا يملأها ناس
عنصريون يرون فى قتل مروة أمراً عادياً.
وتساءل الأسوانى مجدداً: ماذا لو كانت مروة مواطنة إسرائيلية؟
وقال: حينها فإن كل وزير فى مجلس الوزراء الألمانى كان سيعتذر لكل وزير
إسرائيلى عن الحادث، كما أن رد فعل قوات الأمن كان سيختلف تماما والشعب
الألمانى نفسه كان سيبدى المزيد من التعاطف مع الضحية.
كما أشار الأسوانى إلى رد فعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى كان
عليها أن تقدم اعتذارا رسميا لأسرة مروة الشربينى بدلا من تعازيها التى
أعلن المتحدث الرسمى باسم الحكومة الألمانية توماس شتيج بأنها ستقدمها
للرئيس مبارك. وأوضح أن ميركل لا تربطها علاقة ودية بالمصريين، وهذا تجلى
فى العديد من المناسبات، مؤكدا أنه يأسف أن يقول بكل وضوح إنه لم يندهش من
موقفها.
وقال الأسوانى حول أن الصورة السلبية والعدائية التى يكنها الغرب للإسلام
ساهم فيها العرب المسلمون أنفسهم:إن العرب ليسوا الضحايا الأبرياء، فهناك
تفاسير خاطئة للدين الإسلامى خاصة ما يمثلها أشخاص مثل أسامة بن لادن
وكأنه خارج من كهوف العصور الوسطى ليعلن أن الإسلام يأمره بقتل أكبر عدد
من الغربيين الصليبيين، حتى ولو كانوا مواطنين أبرياء لم يفعلوا أى شىء
يستوجب العقاب، وحركة طالبان التى قررت إغلاق مدارس البنات، فكل هذه
الأمثلة شوهت الإسلام.
ويخلص الأسوانى إلى أن الأمر لا يتعلق بالدين نفسه، فهناك متطرفون فى جميع
الأديان، وعلى الرغم من القيم الإيجابية فى المسيحية، إلا أن قاتل مروة
نفسه مسيحى، وهنا لا نستطيع أن نقول إن المسيحية دعت إلى الإرهاب أو حتى
استخلاص استنتاجات عن المسيحية عموما من خلال أمثال هؤلاء.