* أمـــــــــــام الدعاه*
الشيخ محمد متولى الشعراوى
@ @ @
"لا يخاف من كان له أب فيف يخاف من له رب"
عرف
بأسلوبه العذب البسيط في تفسير القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية
في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع
المستويات والثقافات
إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي أشهر من فسر القرآن في عصرنا
محمد
متولي الشعراوي شيخ وإمام وداعية جليل، تميز الشعراوي بعلمه الواسع
وأسلوبه في تفسير آيات القرآن الكريم تفسيراً علمياً ولكن في إطار سهل
وبسيط تمكن به من الوصول إلى جميع المستويات والثقافات، فتهافت على دروسه
جميع الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم لينهلوا من علمه وتتفتح مداركهم على
أمور دينهم
النشـــــــــأة
ولد
الشيخ الشعراوي في الخامس من إبريل عام 1911م، بقرية دقادوس مركز ميت غمر
بمحافظة الدقهلية بمصر، تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من
عمره، وجوده في الخامسة عشر، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري،
وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية الأزهرية، التحق بالمعهد الثانوي،
وكانت للشعراوي العديد من الأنشطة فأصبح رئيساً لاتحاد الطلبة، ورئيساً
لجمعية الأدباء بالزقازيق، فقد كان الشعراوي يحفظ الشعر ومهتماً بالأدب.
تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له
زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته،
وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد،
والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو
الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية
هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن
سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.
فالطفل يجب أن يرى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه
مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما
حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله
للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن
كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.
وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم
الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها،
وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله.. فإذا
رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في
هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.
انتقل الشعراوي إلى القاهرة لكي يلتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف
عام 1937، وانخرط في الحركة الوطنية والأزهرية، فكان رئيساً لاتحاد الطلبة
وكانت له العديد من المواقف في هذا الشأن فكان يقوم بإلقاء الخطب الوطنية
وشارك في الثورات الوطنية والتي قام بها الطلاب ضد الاحتلال فتم القبض
عليه وقضى شهراً في السجن ثم تم الإفراج عنه هو وزملائه بعد أن جاءت حكومة
مصطفى النحاس، تخرج الشعراوي عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة
التدريس عام 1943م.
المجال العملي
بعد التخرج عين الشعراوي بالمعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى
المعهد الديني بالزقازيق ومنه إلى المعهد الديني بالإسكندرية، ثم أنتقل
للعمل بالمملكة العربية السعودية عام 1950م، ليعمل أستاذاً للشريعة بجامعة
أم القرى.
عاد بعد ذلك إلى مصر، فعين وكيلاً لمعهد طنطا عام 1960م، ثم مديراً لأوقاف
محافظة الغربية، وفي نفس العام عين مديراً للدعوة في وزارة الأوقاف
المصرية، كما تم تعينه مفتشاً للعلوم العربية بالأزهر الشريف عام 1962م،
ثم مديراً لمكتب شيخ الأزهر الإمام الشيخ حسن مأمون عام 1964م، ثم مديراً
عاماً لشئون الأزهر 1965م.
أنطلق بعد ذلك الشعراوي إلى الجزائر حيث عين رئيساً لبعثة الأزهر إلى
الجزائر عام 1966م، كما شغل منصب أستاذاً زائراً بجامعة الملك عبد العزيز
1970م، ثم رئيساً لقسم الدراسات العليا بنفس الجامعة عام 1972م، عاد بعد
ذلك إلى مصر فتولى وزارة الأوقاف وشئون الأزهر عام 1976م، وظل في الوزارة
حتى أكتوبر 1978م، تفرغ الشعراوي بعد ذلك للدعوة رافضاً جميع المناصب التي
عرضت عليه.
وقد شغل عضوية عدد من الهيئات فتم اختياره عضواً بمجلس الشورى 1980م، وعضو
بمجمع البحوث بالأزهر في نفس العام، وعضو بمجمع اللغة العربية " مجمع
الخالدين" 1987م، وعضو في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
خلال مشواره الزاخر في مجال الدعوة قام الشعراوي بتقديم برنامج أسبوعي
للتلفزيون المصري بعنوان "خواطر الشيخ الشعراوي" والذي كان يقوم فيه
بتفسير آيات القرآن الكريم ويعرض شرح لها، هذه الحلقات التي تم تسجيلها
ويعاد عرضها على عدد من المحطات العربية.
كما بذل الشعراوي مجهود كبير في مجال الدعوة فسافر للعديد من الدول مثل
أمريكا واليابان وتركيا وعدد من الدول الأوربية والعديد من الدول
الإسلامية، وذلك من اجل نشر الثقافة الإسلامية والتعريف بها، فقام بإلقاء
المحاضرات لتصحيح المعتقدات الخاطئة عند الغرب عن الإسلام.
التكريم
حصل
الشيخ الشعراوي على عدد من الأوسمة كنوع من التكريم له، فتم منحه وسام
الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1976م وذلك بمناسبة بلوغه سن التقاعد
والتفرغ للدعوة الإسلامية، جائزة الملك فيصل 1978م، كما حصل على جائزة
الدولة التقديرية 1988م، وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي
المنصورة والمنوفية، واختير شخصية العام الإسلامية للعام 1418هـ - 1997م
ومنح جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، كما حصل على وسام الشيخ زايد من
الدرجة الأولى.
مؤلفاته
قدم الشيخ الشعراوي للأمة الإسلامية العديد من الكتب القيمة نذكر منها:
تفسير الشعراوي حيث قام بتفسير آيات القرآن الكريم حتى الجزء السابع
والعشرين، وتوفى قبل أن يكمل أخر ثلاثة أجزاء، هذا بالإضافة للعديد من
الكتب مثل معجزة القرآن، السيرة النبوية، قصص الأنبياء والمرسلين، الفتاوي
الكبرى، قصص الأنبياء دروس وعبر، الشفاعة والمقام المحمود، أهوال يوم
القيامة، الهجرة النبوية، الحياة البرزخية وعذاب القبر، علامات القيامة
الصغرى والكبرى، الجنة وعد الصدق، العقيدة في الله، مائة سؤال وجواب في
الفقه الإسلامي، القضاء والقدر، الإسراء والمعراج، عقيدة المسلم، من وصايا
الرسول " صلى الله عليه وسلم"، الإسلام والفكر المعاصر، الإسلام والمرآة
عقيدة ومنهج، من فيض القرآن الكريم، الصلاة وأركان الإسلام، الطريق إلى
الله، وغيرها من الكتب والمؤلفات الأخرى.
الوفـــــــــاة
جاءت وفاة الشعراوي يوم 16 يونيو 1998م، رحم الله داعية و شيخ جليل بذل
الكثير من الجهد لخدمة الدعوة الإسلامية، واجتهد في تفسير آيات القرآن
الكريم و تبسيطها لتقريبها من الناس عامة جزاه الله عنا الكثير من الخير.
تقبلوا خالص تحياتى
__________________