ضحية جديدة من ضحايا التعذيب بأقسام الشرطة
أحال المستشار محمد بندارى المحامى العام لنيابة شرق بالإسكندرية عقيد
شرطة "أ. أ. س"، إلى محكمة جنايات الإسكندرية بتهمة استعمال القسوة وإحداث
عاهة مستديمة باستخدام "شومة" فى الاعتداء على "ر.م.م.س" والذى يعانى من
إعاقة ذهنية، وذلك فى القضية رقم 12155 لسنة 2009 جنايات سيدى جابر
المقيدة برقم 1089 لسنة 2009 كلى شرق إسكندرية وتحددت جلسة محاكمة العقيد
"أ .س" بجلسة 6 سبتمبر 2009 بمحكمة جنايات الإسكندرية أمام الدائرة
السادسة، برئاسة المستشار أحمد حافظ مشهور وعضوية كل من المستشارين مدبولى
حلمى كساب ومحمد عبد العاطى مبارك وأمانة سر محمد على.
البداية كانت عندما تعرض المواطن رجائى محمد منير معاق ذهنيا يبلغ من
العمر 46 عاما لتعذيب شديد، انتهى به فى قسم جراحة المخ والأعصاب
بالمستشفى الأميرى، مصابا بنزيف فى الفص الأمامى الجانبى من المخ بالجهة
اليمنى، بالإضافة إلى ارتجاج وتورم بالمخ وكسر بعظمة العضد الأيسر وتجمع
دموى أسفل الكبد وضعف فى حركة الساقين.
البداية كانت عندما قامت قوة من رجال شرطة قسم رعاية الأحداث بمديرية أمن
الإسكندرية بإلقاء القبض عليه ضمن واحدة من حملاته حفظ الأمن والأمان،
بالرغم من أن رجائى ليس حدثا فهو يبلغ من العمر 46 عاما، كما أنه يعانى
درجة من درجات الإعاقة الذهنية لذلك فهو يحمل بطاقة، زوده بها أخوه
الدكتور إلهامى تحسبا لأى مشاكل قد يتعرض لها فى غيابه.
الدكتور إلهامى محمد منير سلطان شقيق رجائى يروى ما حدث لشقيقة ويقول "يوم
21 يوليو 2008 خرج رجائى يتمشى على البحر وما رجعش لفيت عليه المستشفيات
والأقسام كلها، وصلت لشرطة النجدة الساعة 5 الفجر.. لم يستدلوا عليه
وقالوا تعالى نعمل لك محضر الساعة 10 صباحا عملت المحضر، وفى يوم 22 يوليو
وقفت أسأل على بوابة المستشفى الميرى عن أخى قالوا ما عندناش حد بالاسم ده
بصيت بنفسى فى الكشف وجدت شخصا ومكتوب على تذكرته أنه دخل يوم 21 يوليو
ومكان الاسم مكتوب "مواطن"!! طلبت منهم أتعرف عليه وفى الاستقبال لقيت
وجدت أخى محجوزا فى قسم جراحة المخ والأعصاب.
عرفت أنه دخل المستشفى فاقدا الوعى وإنهم أجروا له عملية لإزالة تجمع دموى
بالمخ نتيجة حادث. قالوا لنا إن سيارة إسعاف نقلته إلى المستشفى المبرى
وأنهم سلموه دون أى تفاصيل عنه. دخلت على أخويا ووجدت اثنين واقفين بجانبه
وعرفت بعد ذلك إنهما من مباحث الأحداث سألتهما واقفين هنا ليه؟ أخويا عمل
حاجة؟ قالوا: لو كان متهم كنا كلبشناه حتى لو كوم عضم.. إحنا واقفين جنبه
لحمايته. سألت رجائى شقيقى، ايه اللى حصل؟ قال: مفيش، ثم قال لى اسألهم هم
عارفين ثم جاء شخص، عرفنى باسمه العقيد أكرم سليمان من مباحث الأحداث،
وقال لى إنه حضر ليطمئن على رجائى.
أكد العقيد أن رجائى تعرض لحادث، فقد على أثره الوعى، ثم تم نقله بمعرفة
القسم إلى المستشفى. وأضاف إلهامى بعد ذلك طلب العقيد أشرف عبد القادر
رئيس قسم رعاية الأحداث، إدارة البحث الجنائى، مقابلتى وعندما ذهبت إليه
فى مديرية أمن الإسكندرية عاملنى أفضل معاملة "وحلفوا لى جميعهم على
المصحف أنهم بريئون مما حدث لرجائى وإنهم كانوا فى حملة لضبط الأحداث
المتسولين، ورجائى كان واقفا مع إحدى الفتيات وهرب مسرعا عندما كانت قوة
من الشرطة قادمة نحوه ثم وقع على السلالم أثناء هرولته مسرعا والبنت
موجودة وعلى استعداد للشهادة".
وعندما طلبت نقله لمستشفى خاص عرضوا على أن يتكفلوا بجميع نفقات علاج
رجائى، الأمر الذى أدخل الشك إلى نفسى، فقمت بنقل رجائى شقيقى، إلى قسم
العناية المركزة بالمستشفى الألمانى التى بقى بها 3 أيام.
عندما سألت رجائى مرة ثانية، قال "أنا عاوز حقى" وعلمت منه أنه كان على
الكورنيش فى مصطفى كامل ثم قبض عليه وأدخلوه مديرية أمن الإسكندرية مع
حوالى 14 حدثا، و عندما أخرج بطاقته (صورة البطاقة وفى خلفها ورقة مكتوب
أنه معاق ذهنيا ورقم تليفونى المحمول للاتصال). فما كان من الضابط إلا أن
ألقى البطاقة على الأرض وضربه بشومة على رأسه إلى أن فقد الوعى.
باشرت نيابة سيدى جابر التحقيقات وتم سماع أقوال رجائى بالمستشفى وكذلك
أقوال المواطنين الذين تم القبض عليهم فى الواقعة والذين أكدوا اعتداء
المتهم على رجائى، وتم عرض رجائى على الطب الشرعى والذى أكدت "حدوث عاهة
مستديمة منعت قدرته وكفاءته على العمل بنحو 50%".
فيما توجه مركز النديم لحقوق الإنسان لكل النشطاء والمناهضين للتعذيب إلى
التضامن مع ر.س فى محاكمة العقيد أ.س يوم الأحد الموافق 6/9/2009 بمحكمة
جنايات الإسكندرية .