التيفود
يتوحش ويهاجم محافظات مصرية جديدة
بصورة أذهلت المسئولين في وزارة الصحة المصرية خاصة بعد ظهور حالات جديدة في
محافظات الدقهلية والسويس لتضاف إلى قائمة المحافظات التي أعلنت عن اكتشاف إصابات
مؤكدة بها وهي محافظات القليوبية والشرقية والغربية ومنطقة إمبابة
بالجيزة.
فقد أعلنت مديرية الصحة بمحافظة الدقهلية تسجيل 12 حالة إصابة
بمرض التيفود فى الفترة بين يوم 28 يوليو/تموز الماضى، والأول من أغسطس/اب الجارى،
وكلهم محتجزون فى مستشفى الحميات بالمنصورة.
في السياق نفسه، ارتفع عدد الإصابات بحمي التيفود بمحافظة
الشرقية إلي 23 حالة من مراكز أبوكبير وفاقوس ومنيا القمح، معظمهم يتلقون العلاج
علي نفقتهم الخاصة منهم 15 إصابة في مركز أبوكبير، إلا أن جميع الحالات ترفض تلقي
العلاج بالمستشفيات الحكومية لسوء الخدمة حسبما ذكرت صحيفة "الدستور" المصرية
المستقلة.
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الدكتور محمد المتيم- مدير
عام التأمين الصحي بالشرقية- أن عشر حالات إصابة بالتيفود ترددت عليه في عيادته
الخاصة، مؤكدًا وصولهم في حالة إعياء شديد وإسهال وقيء مستمر وارتفاع في درجة
الحرارة، من جانبه أكد الدكتور صبحي نجار- مدير مستشفي حميات فاقوس- احتجاز 8 حالات
مصابة بالحمي التيفودية، فضلاً عن تدهور حالتهم الصحية وإصابتهم بنزلة قولونية حادة
نتيجة الإصابة بالتيفود.
وفي السويس، أعلنت مديرية الشئون الصحية عن ظهور أول حالة
إصابة بالحمي التيفودية لعامل يدعي أيمن شحاتة- 31 سنة- حيث أصيب بارتفاع شديد في
درجة الحرارة وتبين إيجابية العينات المأخوذة منه بالتيفود وجار تلقيه العلاج
وحالته الصحية مستقرة.
وفى القليوبية، أولى المحافظات التي ظهر المرض بها، كشف مصدر
مسئول بمديرية الصحة بالمحافظة عن الاشتباه فى إصابة 21 حالة جديدة بمرض التيفود
أمس، فيما تم خروج 26 حالة مصابة بالمرض من المستشفيات، التى يتبقى فيها 55 حالة
تتلقى العلاج.
يأتى ذلك في الوقت الذي عاين فيه فريق من النيابة الكلية
بجنوب القليوبية أمس الخزان الرئيس بمحطة مياه قرية البرادعة، ومواقع شبكة المياه
الجديدة، وأماكن الانفجار فيها، والرشاح المشتبه فى استخدام المقاول له فى ضخ مياه
الصرف الصحى داخل الشبكة، لتجربته. للوقوف على الأسباب المباشرة وراء إصابة 400
مواطنا من القرية بالتيفود.
وفرضت محافظة القليوبية تعتيما إعلاميا على العدد الحقيقي من
المصابين بالتيفود في البرادعة، وسط مخاوف من انتشار واسع للوباء خاصة بعد ظهور
عشرات الحالات في محافطة الشرقية القريبة.
وكشفت تحقيقات نيابة جنوب القليوبية عن انحصار المسئولية فى
إصابة الأهالى بالمرض فى المقاول الذى نفذ شبكة مياه القرية، ومن جهته قال الدكتور
رجب الخولى، مدير الصحة البيئية بمديرية الصحة باستحالة استمرار التلوث بعد عمليات
التطهير، التى تمت أكثر من مرة منذ وقوع الإصابات. مشيرا إلى أن استمرار وجود عينات
ملوثة يؤكد أن هناك سببا خفيا لم يتم التوصل إليه. مما ينفى التهمة الموجهة
للمقاول.
وفى غضون ذلك بدأت اللجنة الثلاثية المشكلة من الدكتورة
أوليفيا الشافعى مدير الطب الوقائى بوزارة الصحة وكبير مهندسى وزارة الإسكان
للإشراف على المشروعات، ورئيس الإدارة المركزية للتفتيش والجودة فى سحب عينات
المياه، ومعاينة شبكة المياه بالقرية، لإعداد تقرير يحدد المتهم الرئيسى.
وحسبما ذكرت جريدة "الشروق" المصرية فقد أكد أهالى القرية أنه
على الرغم من إمداد شركة المقاولون للقرية بعدد 25 صنبور مياه بجوار صهريج المياه
العمومى للقرية إلا أن هذه المياه لا يتم استعمالها إلا فى الأغراض المنزلية فقط،
مهددين بقطع الطريق الزراعى إذا لم يتم التوصل إلى حل نهائى لهذه الأزمة وانتهاء
تبادل الاتهامات بين المسئولين على حساب الأهالى.
وقالت مصادر من شركة المقاولون العرب إنه تم الانتهاء من جميع
الأعمال الفنية والهندسية بالشبكة الجديدة بالإضافة إلى أعمال إصلاح المواسير،
مؤكدين أن الشبكة الآن أصبحت جاهزة للتسليم، ملقين نوعا من الاتهام على الأهالى فى
التسبب فى خرق مواسير المياه والتعدى على الشبكة.
على صعيد آخر تبقى معاناة الأهالى مع انتشار مرض التيفود بين
أبنائها، وعدم وجود مستلزمات طبية كافية فى الوحدة الصحية المتواجدة بالقرية، إضافة
إلى بعد مسافة المستشفيات، التى يتم تحويل الحالات المصابة إليها عن طريق الوحدة
الصحية، وذلك كله فى ظل استمرار مسلسل انقطاع المياه عن القرية، والذى تسبب فى
إغلاق الجوامع الموجودة فى القرية وفقا لما أكده الأهالى.
الجدير بالذكر أن كثيرا من الأهالى أكدوا أن المستشفيات، التى
يتم تحويلهم مرضى التيفود إليها تقوم بتحويل التشخيص الحالات من التيفود إلى نزلات
برد شعبية.
في غضون ذلك ، ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان عشرات
المواطنين المصريين من سكان منطقة أم بيومي في حي شبرا تقدموا ببلاغ إلى النائب
العام المستشار عبد المجيد محمود، مطالبين فيه التحقيق في العيوب الفنية الموجودة
بالصرف الصحي التي تنذر بتفشي مرض التيفود بينهم، مثلما حدث في محافظة القليوبية
القريبة.
وأكد المواطنون في بلاغهم تخوفهم من مناطق ترسيب مياه الصرف
الصحي التي أصبحت مكانا لانتشار الأمراض والأوبئة.
وأمر النائب العام باحالة البلاغ للتحقيق في الواقعة، لتفادي
الوقوع في كارثة بيئية، مثلما وقع بقرية البرادعة في
القليوبية