عبد العظيم وزير محافظ القاهرة قرر إلغاء الموالد الدينية هذا العام
أثارت تصريحات عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بضرورة إلغاء الموالد
الدينية غضب رجال الدين الإسلامى والمسيحى على حد سواء، فبعد أن قرر وزير
تقليص عدد أيام مولد السيدة زينب وقصر الاحتفال على مظاهر بسيطة، بدأ
حالياً حملة لإلغاء مولد السيدة مريم، وهو ما رأى رجال الدين على الجانبين
أنه قرار غير حكيم، ولا يوجد ما يؤيده من قبل وزارة الصحة.
القس مرقس عبد المسيح علق على تصريحات وزير بانفعال قائلاًً "محدش يقدر
يعمل كده، محدش يقدر يلغى المولد" مشيراً إلى أن الكنيسة نفسها فشلت فى
إلغاء الموالد لأنها مناسبات جماهيرية، وتحاول الكنائس حالياً تطوير تلك
الموالد بحيث تقضى على المظاهر السلبية بها، وتستبدلها بالخطب والصلوات
وإلقاء العظات. واستبعد عبد المسيح أن يصدر أى قرار رسمى يلغى الموالد
وقال "لو حدث ذلك فلن يستجيب لهذا القرار أحد، لأن الموالد ملك الناس
وليست ملك الدولة أو أى مسئول".
ومن جهته أبدى الأب رفيق جريش مستشار الكنيسة الكاثوليكية استيائه من دعوة
محافظ القاهرة لإلغاء مولد السيدة العذراء، وقال "هذا كلام غير حكيم، وفى
توقيت غير حكيم لأن الأوضاع مش ناقصة توتر وفتنة" مشيراً إلى أن مصر لا
يوجد بها أى وباء، وأن أنفلونزا الخنازير لو تحولت إلى وباء يهدد المصريين
فينبغى أيضاً إلغاء كل التجمعات الدينية وغير الدينية. وأضاف أن محافظ
القاهرة هو الوحيد الذى اتجه مثل هذا الاتجاه، وهذا دليل على أن هذا ليس
موقف الدولة من إقامة الموالد، بدليل أن وزير الصحة لم يأمر بإلغاء الحج
والعمرة.
وأشار جريش إلى أن اتخاذ مثل هذا القرار يعبر عن "استسهال" فبدلاً من
اتخاذ إجراءات صحية ووقائية لحماية رواد المولد، فإن عبد العظيم وزير يفضل
التصرف بعشوائية لأنها لا تكلفه شيئاً. وقال جريش إن ما يقال حالياً عن
الموالد يذكر بما حدث عندما قررت الدولة ذبح الخنازير، فى حين أن جميع
الحالات المصابة بالمرض أتت من خارج مصر، كما أن كل التقارير والتحاليل
أثبتت خلو الخنازير المصرية من المرض. وأضاف "أنا عن نفسى هاروح المولد"
ودعا المسئولين لأن يتصرفوا بشكل أكثر إيجابية وأن يوزعوا كمامات على رواد
المولد بدلاً من إلغائه.
ومن جهته شن الشيخ يوسف البدرى هجوماً حاداً على الدعوة لإلغاء
الموالد بحجة أنفلونزا الخنازير، مشيراً إلا أنه شخصياً يرى أن الطريقة
التى تقام بها الموالد "ما أنزل لها بها من سلطان، وأنها بدعة محرمة سنها
الشيعة، بما فيها المولد النبوى، وأنه شخصياً دعا لإلغائها أكثر من مرة "
إلا أنه قال إن استهداف التجمعات الدينية دون سواها من التجمعات أمر غريب،
خاصة أن المحافظ لم يؤيد كلامه ببيان من وزارة الصحة يفيد بخطر الموالد
على الصحة العامة، وإلا لتم إلغاء الحج والعمرة وصلاة الجمعة والصلوات
التى تقام فى الكنائس، وقال "لماذا لم يلغ عبد العظيم وزير التجمعات فى
دور السينما والمسارح طالما أن التجمعات خطر".
أما د.عبد المعطى بيومى عضو مجلس البحوث الإسلامية، وعميد كلية أصول الدين
الأسبق، فيرى أن قرار المحافظ بإلغاء مولد السيدة زينب وغيره من الموالد
هو نتيجة للممارسات العشوائية والاختلاط فى تلك الموالد، مشيراً إلى أن
هذا النوع من التجمعات يؤدى بصحة المواطنين إلى التهلكة، وبالتالى فإن
إلغاءها أو تأجيلها لأسباب صحية أمر جائز ومطلوب.
وأضاف، أن الموالد تشيع الفوضى وتعتبر تخريباً فى الدين، قبل أن تكون
خطراً على الصحة العامة، مشيراً إلى وجوب وقف الاحتفالات الشعبية فى
الموالد نهائياً بصرف النظر عن وجود وباء من عدمه، وأن تقتصر هذه الموالد
على الحلقات التى يتم خلالها التدارس فى الدين، وذكر محاسن الشخص المتوفى
ليأخذ منها الناس العبرة والعظة، أما ما دون ذلك من المظاهر فليس من
الإسلام فى شىء.