عالم الموضة
يعيش ثورة مستمرة، ففى كل موسم و يوم نرى صيحة جديدة، أو نسمع عن مصمم
جديد، ومن منا فى وسط كل هذا لا يتأثر بالموضة أو يدمنها حتى يصبح من
ضحاياها.
وتغير الموضة يرتبط دائما بنمط الحياة والمستوى الاجتماعى، فعندما
نتوقف ونتذكر تاريخ الموضة نجد أن الموضة تكرر نفسها، ففى فترة الستينيات
والخمسينيات، بدأ ظهور المصممين بشكل ملحوظ، وأصبحوا يروجون إلى تصاميمهم
الخاصة وابتكاراتهم المميزة، وبعد فترة أخذ مصممون الأزياء المصرين يثبتون
أنفسهم أكثر، وبدأت ثورة جديدة فى عالم الأزياء وأصبحت الموضة المصرية
موضة عالمية، تلقى أعجاب كل من يهتم بالموضة فى العالم.
شهدت هذه الفترة ثورة حقيقية فى عالم الموضة عند السيدات، بداية من ارتداء
التنور والفساتين القصيرة والجاكت الذى يأخذ شكل الجسم، بالإضافة إلى
الإكسسوارات والأحذية ذات الكعب العالى والحقائب الكبيرة، وحزام الوسط
العريض الذى يحدد شكل الخصر والبناطيل الجينس الضيقة على الجسم .
فإذا نظرنا إلى هذه الموديلات التى كانت تلبسها السيدات فى هذه الفترة، فسوف نجد أنها تمثل آخر صيحات الموضة فى الفترة الراهنة.
وهذا ما فسره مصمم الأزياء المصرى والعالمى هانى البحيرى على أنه الأمر
الطبيعى، لأن الموضة يجب أن تسترجع الماضى كل فترة، وهذا ما يسمى فى عالم
الموضة
بـ "تاريخ الموضة"، ولكن هناك بعض الاختلاف يتمثل فى الجمع بين الأصالة
والمعاصرة، ويضاف على ذلك ابتكار قصات جديدة أو تطريز بشكل معين أو إدخال
أقمشة مختلفة النوعية مع بعضها.
كما أضاف البحيرى ليس موضة الملابس هى التى تكرر نفسها فقط، إنما
أيضا نوعية الأقمشة المستخدمة، فالأقمشة التى كانت تستخدم فى فترة
الخمسينيات والستينيات أصبحت تستخدم الآن مثل "الحرير، التفتاه، الساتان،
البروكار"، أما عن أشكالها "الكروا، المقلم، والأقمشة السادة بألونها"،
فمعظم تصميمات 2008،2009 تتميز باللونين الأبيض والأسود، وبشكل أوسع تعتمد
التصميمات على اللون الواحد دون إدخال أية إضافات بشكل واضح مثل الأخضر،
النبيتى، الموف، اللالا.
ويؤكد البحيرى على أنه من الضرورى أن تأخذ المرأة ما يناسبها من الموضة،
وأن تكون رقيقة وبسيطة وتتمتع بالأناقة والجاذبية وتحافظ على الخط الذى
يظهر جسدها متناسق، لأنه يرفض أن يرى امرأة ترتدى أكثر من قطعة وتضع
ماكياج صارخا وهذا من أجل لفت الأنظار، فهى فعلا تلفت الأنظار ولكن لأنها
تبدو "كالأراجوز" على حد تعبيره.
ودلل البحيرى على أن الموضة بالفعل تكرر نفسها بموضة باريس وإيطاليا،
ففساتين الأفراح القصيرة أصبحت آخر صيحة هناك، وهذا يرجع إلى موضة
الأربعينيات، وعلى الرغم من ذلك غير مقبول الآن أن ترتدى العروس المصرية
فى الزفة فستان قصير لأن هذا سيظهرها بشكل غير لائق، وإذا كانت العروس
تفضل ارتداء الفستان القصير، فيمكن تصميم فستان قصير مرفوق بجيبونة طويلة
يمكن فصلها عن الفستان بعد الزفة.
أما عن آخر صيحات الموضة فى فساتين الأفراح، جيبونة صغيرة غير منفوشة
أو فستان ذيل السمكة "استايل الفنانة هند رستم" والطرحة مشغولة ومطرزة
طويلة على شكل أدوار.